تحقيقات

سحاقيات أكادير…عقيدة ليسبوس في حاضرة سوس

unnamed (3)

حقائق مغربية — حقائق24

مفردة “سحاقيات” هي الأوسع استعمالا ضمن البحث الذي يقوم به المتصفحون المغاربة لأشهر موقع إباحي في العالم، هذا الخبر أوردته مؤخرا صحيفة “الإندبندنت” البريطانيّة التي توصلت بالدراسة التي أعدها الموقع المذكور. الصحيفة أضافت أن الزائرات من المغرب يفضلن البحث عن جديد السحاقيات. الخلاصة أن السحاق في المغرب آخد طريقه في الانتشار. حقائق مغربية حاولت الاقتراب من هذا الطابو، لكن من بوابة حاضرة سوس.

أرقام تفضح المستور

حسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة العدل والحريات، فإن الشذوذ الجنسي في طبعته الأنثوية قد شهد طريقه إلى المجتمع السوسي. إحصائيات مصلحة النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير المتعلقة برصد ظاهرة الإجرام تخبرنا أنه في سنة 2013 تم تسجيل خمسة عشر ملفا متعلقا بجريمة الشذوذ الجنسي، اعتقل فيها 22 متهما من بينهم ثمانية ذكور فقط، فيما بلغ عدد المعتقلات من النساء المتهمات بالسحاق 14 معتقلة. أما بالنسبة لإحصائيات سنة 2014 التي توصلت بها المجلة أيضا، فقد بلغ عدد ملفات الشذوذ الجنسي التي بثت فيها محاكم الدائرة القضائية المذكورة ثمانية عشر ملفا، توبع فيها 33 متهما أدين منهم 31 متابعا فيما تمت تبرئة متهمين فقط. ومن أصل الواحد والثلاثين معتقلا كان نصيب السحاقيات 11 معتقلة. وبالرغم من أن ظاهرة السحاق تمارس عادة في الخفاء ويصعب ضبطها، فإن أي قراءة ولو سريعة في هذه الأرقام التي أصدرتها النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير ستفضي بنا إلى الإقرار بأن الظاهرة موجودة وآخذة في الانتشار.

unnamed (4)

من هن السحاقيات؟

هن محسوبات على الجنس الناعم لكنهن خشنات، يعشقن النساء من جنسهن. يثرن غرائزهن ويسلن لعابهن فيقعن في العشق الممنوع. يفضلن لقب المثليات على تسمية السحاقيات أو “اللواط النسوي”.

في اللغة تفيد مصطلحات السحاق والسحق والمساحقة معنى واحدا، إذ يراد بها دَلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الاستمتاع الجنسي. ويرادف كلمة السحاق بالفرنسية (Lesbianisme)، وهي كلمة تعود في أصلها إلى جزيرة ليسبوس اليونانية (Lesbos)، وهي مسقط رأس الشاعرة اليونانية “سافو” أول امرأة في التاريخ نسب إليها الشذوذ الجنسي، إذ كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد .

السحاق عند العرب

يعتبر السحاق من الظواهر الجنسية المعروفة عند العرب منذ العصر الجاهلي. بل الأكثر من ذلك أن السحاقيات العربيات تفنن وأبدعن في ابتكار تشكيلات متنوعة للسحاق وضعن لها أسامي كثيرة منها الضفدعي والشراعي والمخالف والمؤالف والاستكلاب.

أما كتب التاريخ فتخبرنا أن هند بنت عامر زوجة النعمان بن المنذر، ملك بلاد الحيرة خلال القرن الخامس الميلادي، تعد من أوائل السحاقيات العربيات. حيث أحبت بعد مقتل زوجها زرقاء اليمامة المشهورة وساحقتها، فكانت أول امرأة هويت امرأة في العرب، ثم انتشر السحاق بين النساء في ما بعد.

أما في العصر العباسي الذي وصف بعصر الجنس عند العرب، فكانت أشهر سحاقياته هي المغنية الخاصة للخليفة المأمون المعروفة باسم “بذل”.إلا أن الراغب الأصبهاني يؤكد في كتابه “محاضرات الأدباء” أن أول من سنت السحاق عند العرب هن “نساء قوم لوط لما شاع بين رجالهن إتيان الذكور وهجرهم النساء.

أشهر سحاقيات سوس

الكل سيتذكر من دون شك قصة البطلة المغربية الأولمبية في صنف الدراجات الهوائية “أ.ن” التي أدانها قضاء أكادير في يوليوز 2014 بشهرين نافذين وغرامة مالية قدرها 5000 درهما بسبب علاقتها بقاصر.

البطلة المغربية في سباق الدراجات الهوائية، توبعت بسبب تغريرها بفتاة قاصر من وجدة جلبتها إلى مدينة إنزكان، حيث استدرجتها لتمارس معها الجنس. وتعود تفاصيل قصة هذه السحاقية السوسية إلى اليوم الذي تعرفت فيه عن طريق الأنترنيت على فتاة قاصر من مدينة وجدة. تعارف استمر لمدة سنتين قبل أن يتحول إلى علاقة شذوذ جنسي. حيث كشفت التحقيقات القضائية مع سحاقية إنزكان أنها قد نجحت في إستدراج الفتاة القاصر والتي لم يتجاوز عمرها الخمسة عشرة سنة، لتقنعها بالفرار من بيت أهلها بمدينة وجدة لتحل ضيفة على بطلة المغرب بمنزلها بمدينة إنزكان.

السحاق في التشريع المغربي

المشرع المغربي اعتبر السحاق جريمة. حيث يعرف هذه الظاهرة بأنها كل ممارسة جنسية بين شخصين من جنس واحد، بمعنى بين رجل ورجل أي “اللواط” أو بين امرأة وامرأة أي “السحاق”.

وجريمة الشذوذ الجنسي فيها طرفان وكلاهما يعاقبان باعتبارهما مجرمين، سواء الفاعل أو المفعول به بالنسبة للواط أو المتفاعلتان بالنسبة للسحاق. حيث ينص الفصل 489 من القانون الجنائي الذي يجرم العلاقات الجنسية الشاذة على أنه “يعاقب بالحبس، من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه، ما لم يكن فعله جريمة أشد”.

هذا التحقيق تقرؤونه في العدد الأخير من مجلتكم حقائق مغربية حاليا في الأكشاك 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى