تحقيقاتوطنية

خردة أوروبا تغزو أسواق المغرب صيفا.. سلع متنوعة وأسعار تنافسية

KH

تحقيق خاص بمجلة حقائق مغربية 

سعيد أهمان — حقائق مغربية 

 
ينتشرون في زقاق وشوارع على مقربة من الأسواق  الشعبية لمدن المغرب، وصارت مواقعهم محجا للساكنة والزوار بحثا عن “الهمزة في خردة أوروبا” كما يقولون.

السلع المعروضة من قبل مهاجرين مغاربة متنوعة، منها لوحات فنية وحواسيب وآلات تصوير وأواني منزلية ودراجات هوائية وتحف نحاسية متفردة وألبسة رياضية ولوازم الصيد والسباحة،  وغير ذلك كثير.

جريدة حقائق مغربية زارت بعض هاته الأسواق، وأعد الريبورتاج الآتي:

سلع وخردة بأسعار تنافسية

“خذ السلعة راهْ باقي جديدةْ” “يالله ألعيالات حوايج الدراري والبنات..ثمن مناسب”… بهاته العبارات ينادي عبد المولى (بائع) من أجل استقطاب الزبناء وبيع معروضاته من ملابس المتلاشيات، فئة الرضع بأثمان تتراوح ما بين 5 دراهم و13 درهما، وفئة الفتيات والنساء ما بين 8 دراهم إلى 20 درهما.

لا يكل بائع الملابس المستعملة عبد المولى إلى جانب بائعين آخرين في ترديد عبارات “يالله ألعيالات والرجال الدخول المدرسي جاي..كسيو وليداتكوم فابور..ثمن مناسب لا غلى على مسكين يالله ها الهمزة ديال الخارج حاجة مزيانة لا مارك”.

يظل عبد المولى يردد هاته العبارات المستقطبة للزبناء، ما بين الساعة الرابعة عصرا إلى غاية وقت متأخر من بعد مغرب كل يوم طيلة فصل الصيف بأحد الأزقة المقابلة  شمالا للسوق النموذجي سيدي يوسف بمدينة أكادير، حيث الحركة والإقبال من زبناء بمستويات اجتماعية مختلفة، تزامنا مع العطلة السنوية وانخفاض درجة الحرارة هاته الأيام.

زوار ومرتادو هذا السوق، الواقع على الرصيف ومثيلاته من الأسواق الشعبيىة الموسية في مدن عددية بالمغرب، من طبقات اجتماعية مختلفة، وفئات عمرية مختلفة، ويبدو من خلال ملامحهم وملابسهم وحتى مركباتهم أنهم ليسوا فقراء ومعوزين فقط باحثين عن “الهمزة والصولد”، بل موظفات وميسورين، يأتون كل صوب سكان المدينة وزوارها علهم يطفرون بهمزة لدى هؤلاء الباعة المؤقتين.

وفي زيارة لحي سيدي يوسف بأكادير، ملتقى المهاجرين لبائعي خردة أوروبا كما يلقبه كثيرون.

في جولة بالمكان، التقت” حقائق ” الحاج عمر مرافقا ابنه ياسين ذي الـ18ربيعا، وسألناه عن سر ارتياده لهذا المكان؟. فأجاب بكل بساطة وبلاغة: “أخويا كاين الرخص ولي بغيتي تلاقاه، ماركات ديال “زارا” وبحالها كايتباعو في الدار البيضاء بثمن ديال 460 درهم لفوق كايكونو هنا مرة مرة بثمن ديال الدراوش بين 20 درهما و150 درهما، كانصبنوهوم ونصلح، شكون لي غادي يكول ليك لبستي الجديد ولا القديم، راني كانعزل بياسة ماشي قديمة بزاف باش تكون باينة بحال إلى ولدي لابساها من قبل”.

لم يفوت الحاج عمر الفرصة، وهو يودع الباع بقوله: الشريف علي إيلا كانو شي بياسات جداد ما تنساني أخويا”.

أما السيدة فاطمة، فهي مداومة، حسب تعبيرها، على ارتياد  هاته المواقع بحثا عن “الهمزة والرخا” .

تشرح فاطمةل “حقائق مغربية”: “خاص يكون عندك الصبر، تقلب وتعاود تقلب وتنبش وتهبس وتجي ديما وتسول باش تلاقا شي همازي فهذ السوق بأثمنة خفيفة وظريفة مقارنة معا لي فالسوق العادي، راه الوقت تبدلات وصعابت ومصاريف الدنيا غلات، بنادم كلشي بغا الرخا والجودة..الله يكون في العون”.

تجارة وهمزة .. وسرقات

إذا كان ما يجلبه المهاجرون من خارج المغرب ليس رغبة منهم في ممارسة التجارة في حد اتها، بل لسد الخصاص في الحاجيات وتسوية وضيعات مالية عالقة ومتأخرات، وفي نفس الوقت قضاء العطلة مع الأهل والأحباب والترفيه كذلك.

يقول المهاجر محمد: نحاول أن نجمع في بلدان المهجر طيلة العام سلعا تتنوع بين الملابس والأحذية والتجهيزات المنزلية في الأيام الأولى للعموم، وحينما يتأخر البيع، يتم بيعها بالجملة لمحترفي هاته التجارة، باش على الأقل كنضمنوا باش نصرفو  حتى نرجعوا للغربة.

نفس المسار، سار عليه المهاجر عبد القادر من فرنسا، الذي يمارس هاته التجارة المؤقة مرتين في السنة، مع نهاية العام، وفي الصيف.

يشرح عبد القادر ذلك، ويقول: كانجيب سلعة مخلطة وعندي كاليان ديال، كاين لي كايوصيني، وكاين لي قبل مانجي كايجمل من عندي لي جبت باش يعادو ليه البيع.

غير أن عبد القادر  يحذر من مخاطر يواجهها، قائلا: خاصك تكون حاضي راسك وحاضي سلعتك، كاين لي جاي يتقضى ويشري، وكاين لي جاي يسرق بياسات، يشرح عبد القادر الذي ألف هاته التجارة لأكثر من 15 عاما أمام سوق سيدي يوسف النموذجي بمدينة أكادير.

وتنشط هاته تجارة المهاجرين المغاربة، منهم قارون ومتغيرون، بكثرة في عدد من الأسواق وأمامها، وفي أحياء شعبية خلال فترة الصيف بشكل كبير..

ينصبون سلعهم في الشارع العام أمام سيارتهم ذات الترقيم الأووربي، يجلسون القرفصاء أسفل مظلات شمسية، يتهافتون على الظفر بأحسن المواقع لتصريف سلعهم الأوربية، حتى اكتسحوا عددا منها  في كل مدن المغرب، منها سوق الأحد بضواحي المحمدية ودرب غلف بمدينة الدار البيضاء وبني ملال

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى