حقائق24
في لقاء خص به المخرج السينمائي والتلفزيوني سعيد بلي جريدة حقائق24، تأسف المخرج الأمازيغي الشاب مما اعتبره “حكرة” تعاني منها السينما الأمازيغية، مضيفا في ذات السياق أن السينما الأمازيغية في الأصل ليست موجودة ولما ظهرت مواهب وكفاءات في الإخراج والتشخيص السينمائي لدى الأمازيغ وقررت كسر طوق الجمود الذي يلف عنق هذه السينما عبر إنتاج أعمال سينمائية قصيرة جوبهت للأسف بالحكرة حتى من طرف منظمي مهرجانات الأفلام الأمازيغية.
واسترسل بلي قائلا “على سبيل المثال لما قمت بإخراج فيلم” مول البيكالا” توجهت به إلى المهرجانات الوطنية لكن الإحساس الذي أحسست به في هذه التظاهرات هو الميز بيننا وبين بقية المخرجين سواء العرب أو الأجانب، لا لشيء إلا لأن اللغة التي تم استعمالها في الفيلم هي اللغة بالأمازيغية…أضف إلى ذلك أن البعض منهم لا يجد حرجا في أن يقول لك مثلا (كون غبر درتي هاد الفيلم بالعربية غادي يطلع واعر).”
وعودة إلى واقع “الحكرة” تأسف بلي لما اعتبره تنكرا من طرف مسؤولي الشأن الثقافي أو الشأن العام بمسقط رأسه بجهة سوس، إذ على الرغم من الإنجازات التي حققها وطنيا ودوليا بقي تعلقه الوجداني بهذه الجهة التي كان يأمل منها أن تكون السباقة إلى احتضانه والاعتراف بمجهوداته كأحد أبنائها المتميزين, غير أن مسؤوليها أبانوا عن عدم الإهتمام بالشأن الثقافي مختصرين حسب قول بلي دائما مفهوم التنمية في “ثقافة الكودرون” معلقا بشكل ساخر (نزفتو ونعاودو نزفتو، خلي باباها مزفتة أكثر من ماهي مزفتة).
من جهة أخرى كشف بلي أن هناك بعض التظاهرات والمهرجانات السينمائية التي لا تشتغل وفق منطق الكفاءة والاستحقاق، وإنما تحكمها قيم المحسوبية والزبونية والعلاقات، وهو ما يضرب في الصميم أي إمكانية مستقبلية لبناء صناعة سينمائية أمازيغية. علاوة على أزمة أخرى كشف عنها بلي، الذي سننشر له لاحقا حوارا مطولا في الموضوع، وتتجلى في تسخير السينما لفائدة أهداف غير فنية إطلاقا، شارحا ذلك بأن أغلب لجان التحكيم في المهرجانات خاضعة لسياسات إدارات المهرجانات في توزيع الجوائز.
تجدر الإشارة إلى أن سعيد بلي يعتبر من بين أبرز المخرجين الأمازيغ الشباب سواء على المستوى السينمائي أو التلفزيوني، إذ يشغل حاليا مخرجا لبرامج لفائدة القناة الأمازيغية.
كما سبق له أن فاز بمجموعة من الجوائز من أبرزها الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية المنظمة من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكذا اشتغاله مع قنوات إعلامية أجنبية كقناة الجزيرة وشركات إنتاج أجنبية ألمانية وفرنسية
