مجتمع

نساء يحترفن التسول ليلا ببوابات الملاهي بأكادير

يعتقد جمعويون وحقوقيون أن أكادير صارت تتربع على رأس المدن الأكثر احتضانا للمتسولين، إذ ينتشرون بمختلف أحياء المدينة وشوارعها ومساجدها وأسواقها وإداراتها ومخابزها ومراكز تسوقها.

وكشفت حادثة اعتقال عناصر الدائرة الخامسة للشرطة بأكادير، أخيرا، امرأة اعتادت التسول أمام مسجد بحي التمديد بالمدينة، عن تسلل فئة اجتماعية جديدة من النساء لقطاع التسول، تحت غطاء الحاجة واليتم والترمل والطلاق. فالمتسولة، التي قضت تعليمات وكيل الملك بابتدائية أكادير، باعتقالها وإيداعها سجن أيت ملول، ومتابعتها في حالة اعتقال، فاجأت الشرطة التي تعقبت تحركاتها وتنقلاتها، بأنها لم تكن معوزة ولا فقيرة، بل تمتلك سيارة وسكنا بأحد الأحياء الراقية بالمدينة.

وعرضت المتسولة على أنظار المحكمة متابعة بتهمة التسول التي يعاقب عليها القانون الجنائي، حسب الفصول 326 و 327 و328، وتتراوح عقوبتها بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، لكل شخص ثبت أنه يملك وسائل التعيش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل أو بأية وسيلة مشروعة، ولكنه تعود ممارسة التسول.

وأظهرت تحقيقات العناصر الأمنية بأن الموقوفة في عقدها الرابع التي تقطن بحي رياض السلام، كانت تعمد إلى ركن سيارتها بعيدا عن المسجد، ثم تخلع ملابسها الفاخرة التي تخرج بها من المنزل لتركب سيارتها وتغادر الحي إلى “وظيفتها”، بعد أن ترتدي جلبابا رثا يوحي بالعوز ويوهم بالفاقة والحاجة، لجلب عطف المصلين.

كما برزت بأكادير عينة جديدة من المتسولات، لا يظهر أثرهن إلا بعد منتصف الليل وهن بثياب عادية، يلبسن جلابيبهن وبرفقتهن رضع أو قاصرات وقاصرون. وتتخذ هذه الفئة من القطاع السياحي مستقرا لها، إذ يتربصن بمداخل القطاع ومخارجه، خاصة عند مدارة فونتي التي تربط أكادير بالقطاع السياحي وبمدن الجنوب. ما يوحي بأنهن ينهجن خطة مدروسة، بعد أن يلجن المدينة قادمات من إنزكان أو آيت ملول أو الدشيرة أو تيكوين أو هوارة وغيرها من المراكز الحضرية التي تقطنها هذه الفئة الراقية من المتسولات، بعيدات عن أعين أمن أكادير، وينتشرن في مناطق بعينها بشكل مدروس، مما يوحي بوقوف شبكات منظمة وراء التسول.

وأفادت مصادر بأن جحافل المتسولات اللواتي يظهرن بالعشرات بعد منتصف الليل، يلجن المدينة من الضواحي بوسائل نقل منظم، إما باستعمال سيارات الأجرة التي تنقلهن من مساكنهن إلى محيط مواقع تسولهن، وإما باستعمال سياراتهن الخاصة. وتنتشر هؤلاء المتسولات عند أبواب الحانات والبارات والملاهي والمراقص الليلية الممتدة بالعشرات من منتجع لامارينا إلى المدارة المذكورة.

وبجولة ليلية بكل من تودا وشارع 20 غشت ومحمد الخامس والحسن الثاني، لن تكلف نفسك عناء البحث عن هؤلاء، إذ ستجدهن منتشرات بشكل ممنهج وتوافقي بينهن، بالبوابات التي تلفظ في بدايات الصباح سكارى كلهم عطف وحنان.

عن جريدة الصباح-

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى