الرأي

الوحدة العربية حلم بين حــدود المعقول و الممنوع

srvou
أحمد بوداود – الجزائر
قرأت للروائي و الأديب الجزائري عزالدين ميهوبي مقالا نُشر بعنوان ” حدث هذا في ..2025”
ضمنه حلما يراوده عن انعقاد القمة العربية 37 بالجزائر, وراح  يعرض المقترحات التي تم تبنيها من توحيد للعملة العربية , إلى إنشاء بنك عربي موحد فبلوغ الإندماج الإقتصادي أعلى مستوياته.
 حلم جميل و الحقيقة أني أعجبت بأسلوب السيد عزالدين ميهوبي في سرد محطات الحلم , لكنني تساءلت  لماذا توقف حلم السيد عزالدين ميهوبي عند هذه الحدود طالما أنه حلم, وإذا جاز لنا أن نرى موقعنا نحن العرب، أو إذا جاز لنا أن نتفق أو نختلف مع هذا الحلم، وهذا شيء طبيعي، فإن متطلبات الأحلام تلزمنا أيضاً أن نضع تصوراتنا لمستقبل الأمة العربية كاملة، وكدولة واحدة، وكبقعة شاسعة من هذا العالم المتراخي.. وفي كل الأحوال لدينا من الإمكانات والطاقات البشرية والمادية ما يجعلنا نسرح بأحلامنا حيث ما نشاء, ربما يكون السيد ميهوبي – وله في ذلك كامل الحرية- قد احتاط في بناء حلمه من واقع ما تعانيه الدول العربية  اليوم من مخططات لتمزيقها و تشتيتها إلا دويلات صغيرة  وبالتالي يصعب أن نسمع أحاديث الوحدة.  و من منطلق تساؤل لماذا يتم التعامل مع أنفسنا على أننا مجرد موضوع، ومجرد مفعول به ومطية، ولا يخطر على بالنا بأننا فاعل لا مفعول به؟ لماذا استطاع الغرب أن يخطط لتقسيمنا في حين عجزنا نحن عن التخطيط لمشروع وحدتنا و إن على الأمد البعيد؟,أميركا مهتمة أيضا بالترويج لفكرة التقسيم من أجل تعميق مشاعر التفرق بين مختلف الفئات العربية والمذاهب الإسلامية.
ويلاحظ المواطن العربي أن حديث الوحدة غائب عن الساحة لصالح حديث التفرق والتمزق، وأن الوعي العربي يتقولب تدريجيا وبصورة مكثفة لتقبل فكرة التقسيم وفرط العقود، ليكون جاهزا من الناحية النفسية والمادية لحمل السلاح في وجه أخيه العربي، أو أخيه العربي المسلم, ربما كانت هذه المعطيات عائقا دون توسع حلم ميهوبي إلى رؤية أخرى ، رؤيا يحق لي و لك و لكل عربي أن يحلم بها طالما كان الحلم ليس بجريمة ،لماذا إذا لا نحلم بأن تكون القمة العربية 37 العام 2025 التي تمناها ميهوبي في الجزائر قمة تقييمية لنتائج المقترحات المتبناة في القمة 36 سابقتها التي عُقدت بالقدس و المتمثلة في:
1ـ تجريم الإستعمار الصهيوني و إنشاء لجنة لمتابعة مجرمي الحرب الصهاينة، أيام كانت القدس محتلة
2ـ تخصيص ميزانية إستثنائية لإعادة إعمار ولاية فلسطين
3ـ إنشاء لجنة تعمل على  مواجهة التعصب القومي والمذهبي و بقايا مجالس الدول المصغرة، ووقف المتعصبين عند حدهم وتحجيمهم
4ـ  إعادة هيكلة وزارة الثقافة العربية
5ـ التسريع في وتيرة تحصيل ديون الدولة العربية من الولايات المتحدة الأمريكية و دول العالم الغربي
6ـ إعادة النظر في اتفاقيات التبادل التجاري مع دول الغرب
7ـ الخفض من ميزانية الجيش العربي الموحد و تخصيص 30بالمائة منها للبحث العلمي
و غيرها من القرارات القاضية بتنظيم الدولة العربية
هذا هو حلمي عند انعقاد القمة الوطنية للولايات العربية المتحدة سنة 2025 بالجزائر و لا يصادرن أحدا على ما قلت فلاحدود لأحلامي ….و لا حدود لطموحاتي.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى