حوادث

‎الداعية العثماني يستنكر استغلال المساجد للدعاية السياسية

إستنكر الداعية الإسلامي، الصادق العثماني، إقدام بعض التيارات السياسية والتوجهات المذهبية على استغلال منابر المساجد لتصريف أطروحاتها ومواقفها. معتبراً تحرك الدولة لحماية المساجد من الاستغلال السياسي واجبا تفرضه عليها مهمتها السيادية.

وأكد الداعية الإسلامي العالمي الصادق العثماني في مقال له، تنشره “حقائق 24” يكشف فيه عن حوار جرى بينه وبين أحد الفقهاء الموقوفين مؤخراً، أن الدولة من خلال وزارة الأوقاف لا يجب أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام الفوضى الدينية التي تسعى بعض التيارات إلى إحداثها. لننصت إذن إلى رد الداعية :

‎قال لي وهو يحاورني عبر الشبكة العنكبوتية أمس، لماذا ﻻ تندد بما تقوم به وزارة اﻷوقاف والشؤون اﻹسلامية المغربية بعزل الخطباء ومنعهم من ممارسة الدعوة إلى الله تعالى عبر منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقلت له ربما هناك ملاحظات ومخالفات قام بها هذا الخطيب أو ذاك؛ ﻷن هناك بعض الوعاظ وخطباء الجمعة خلطوا بين السياسي والديني، وبين مصالحهم الشخصية ومصالح الوطن واﻷمة؛ جعلوا من منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرات حزبية لتمرير أيديولوجيتهم وأفكار حزبهم وجماعتهم؛ لهذا فالوزارة المعنية بتسيير قطاع المساجد بالمغرب من حقهها أن تتدخل وأن تمنع أي فقيه أو خطيب من الخطابة، حتى ﻻ تترك بيوت الله تعالى فوضى هكذا لمن هب ودب ان يعتلي منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويترك العنان للحناجر تصرخ كيفما تريد، وتقول ما تريد بدون مراعاة الطوابط المتفق عليها والمعمول بها في هذا الميدان؛ للوزارة الحق الكامل والصلاحية المطلقة توقيف أي خطيب تراه قد اخترق هذه الطوابط وميثاق الخطباء والمراسيم التي صدرت في هذا الشأن من أولياء اﻷمور، وهذا أمر ضروري جدا؛ ﻷن هناك أسباب وجيهة لذلك..تصور معي لو فتحنا حرية الخطابة في صلاة الجمعة، فنجد أن هناك خطباء يتحينون الفرص لخدمة أجندات مشبوهة خارجية، فهذا الخطيب يريد أن يخدم مثلا أجندة حركة اسلامية ما، والآخر يريد أن يقنعهم بتوجهات حركته أو المذهب أو الحزب الذي ينتمي إليه، وذاك يريد اقناع الناس بالفكر التكفيري الداعشي الذي يعشقه ويجري في دمه، وآخر يريد أن يخطب في الناس بالفكر السلفي الجهادي المتشدد الذي يحرم كل شيء، ولم يترك شيئا مباحا في الكرة الأرضية إلا وحرمه! وهذا مثالي خرافي، وذاك تحريضي سليط اللسان قليل اﻷدب يزكي التفرقة الطائفية والمذهبية بين أفراد المجتمع، وهناك من ليس له ذوق مريض يرفض الوجود وقيم الجمال والإبداع والفن والتعايش مع الآخرين.. وكل واحد منهم يرى أن آراءه وأفكاره ومنهجه على الصراط المستقيم، والباقي من التيارات والفقهاء والمشايخ والعلماء والخطباء في ضلال مبين، وكل هؤﻻء لهم أتباع، ولهم مريدون أوفياء يترددون على مساجدهم ويستمتعون بخطبهم حسب القرب والبعد من مذاهم وأحزابهم، ما إن تقدم الوزارة على إيقاف أحدهم حتى يواجهونها بالمقاطعة والإحتجاج والخروج للشارع، ومنع الخطيب الجديد من الخطابة وهكذا؛ هنا يأتي احترام تعاليم اﻹمام اﻷكبر، ومن ينوب عنه في الحقل الديني، واﻹمام “جنة” كما جاء في الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنما الإمام جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ ورائه وَيُتَّقَى به، فإن أمر بتقوى الله وعَدَلَ كان له بذلك أجرٌ، وإن يأمر بغيره كان عليه منه”. قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: “الإمام جُنَّة” أي كالستر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويمنع الناس بعضهم من بعض، ويحمي بيضة الإسلام.. “فالإمام الأكبر صمام أمان المجتمع، فإن لم يطاع وتحترم تعليماته وتوجيهاته ومراسيمه تكن فتنة في اﻷرض وفساد كبير..

‎وختاما أقول لك سيدي ماقاله جل جلاله في كتابه الكريم: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا..” صدق الله العظيم .

‎الصادق العثماني

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى