مجتمع

لقاء صادم و صريح مع عاهرة من قلب المدينة العتيقة بمراكش

 احمد أولاد صالح

تعددت  الآفات  الاجتماعية  التي تنخر كيان المجتمعات  و تعددت معها  أسبابها  الذاتية و الموضوعية،  و من بين هذه الآفات تبرز آفة الدعارة  التي أضحت  خلال  السنوات الأخيرة  شبحاً  مخيفاً يهدد بنية المجتمع المغربي، قمنا بتحقيق في هذه الآفة، فجمعنا شهادات أشخاص  يعملون في الميدان. واجهتنا مشاكل في السعي لهذا اللقاء قمنا بدخول بيت للدعارة كزبائن وذلك باعتمادنا على وسيط ساعدنا على الحوار في إحدى بيوت الدعارة، وقد اكتشفنا وجود حوالي أربع بيوت دعارة بمراكش وفي المدينة العتيقة.

وجدنا كذلك بيوتاً للدعارة الراقية التي تستضيف شخصيات مرموقة من أوروبيين و خليجيين، وتعرفنا كذلك على حوالي 100 فتاة تعمل في الدعارة، بطريقة الوسطاء و النقالة و الملاهي الليلية، وذلك عن طرق البلوتوت، و التعرف على الزبون الذي لديه مال كثير، ومستعد للقيام بعلاقة جنسية، وأكد مصدر مقرب يشتغل لجلب الزبائن إلى الملاهي الليلية وخصوصا الفتيات القاصرات وبعض المتزوجات.

(هدى) اسم مستعار، فتاة معروفة بحي د. ض، ومتمرسة في الدعارة، ولدت سنة 1991، تقوم بالترويج للدعارة، وأصبحت مسؤولة على نفسها في الشارع وتشتغل في هذا الميدان، ومع ذلك ترى أنها فتاة عادية، وغير مسؤولة عن نفسها وهذا ما سنكتشفه في حديث خاص مع هدى، كانت تفاصيله كالتالي:

–        ما هي الظروف التي  تركتك تخرجين إلى الشارع و الظروف التي دفعت بك إلى تغيير حياتك و تصبحين مسؤولة على نفسك؟

لا أستطيع التعميم لان هناك مشاكل البيت ومشاكل المدرسة، ومشاكل الحياة ولكن ليس بالنسبة لهذه المشاكل فقط  بل هناك مشاكل نفسية.

لماذا ما هي هده المشاكل؟

ترى أن دور الأب غير موجود و غياب المراقبة بشكل واضح و عدم الاهتمام بي و بمشاكلي الدراسية

لكي تخرجي من هذه المشاكل ماذا كان اتجاهك؟

للانتهاء من هذه المشاكل و الآفات التي وقعت لي في حياتي هو الخروج من البيت و من الجو الأسري المعقد، وان أصبح مسؤولة على نفسي وعدم إدخال أبوي في مشاكلي.

عند خروجك إلى الشارع و تحمل مسؤولية ماذا وجدت؟

عند خروجي إلى الشارع وجدت العذاب و القهر و رأيت الخير و الشر و الألم، ولكن اكتسبت استفادة و خبرة من الشارع، حتى أصبحت نادمة على خروجي من البيت  ولكن ليس هناك حل أخر.

عندي سؤال ملح يتردد في ذهني مند قابلتك، ما هي رؤية الآخرين إلى هدى التي كانت فتاة عادية، و أصبحت عاهرة أو فتاة شارع؟

كل شخص له وجهة نظر محددة في شخصي،هناك من يراني قبيحة ولا استحق الحياة، أحس عند سماع كلمة تجرح كرامتي بألم كبير، و يبكي قلبي  ولكن لا أعطي فرصة ليراني احد ضعيفة،  لأني أريد السلم ولا أقوى على المواجهة.

تعرفت على كثير من  الفتيات كانوا في مسيرتك في عالم الدعارة ما هي الأحداث التي كانت تقع لهن؟

هن أيضا حياتهم صعبة لدرجة لا يمكن تصورها، هناك من يخرج للشارع بالليل للحصول على المتعة، هناك من يذهب للملاهي الليلية للحصول على زبون، كل واحدة تأخذ جهة معينة للحصول على المال بطريقة أو أخرى,

هل قمت بعلاقات جنسية كثيرة أم قليلة؟

نعم قمت بعلاقات ليست كثيرة جدا لكن الواقع أني قمت بها

عند الدخول في علاقة مع شخص ما هو شعورك اتجاه نفسك؟

أشعر بداخلي وكأنني فتاة ليل أو شارع، وفي نفسي أقول أنني لست هدى، أنا التي كنت أقول لن أفعل هذا وسوف أحافظ على شرفي، أبيعه بثمن بخس وفي بعض الأحيان بدون مقابل كإعتراف بالجميل.

ممن المخطأ؟

الخطأ من أبي وأمي وهذا شيء أكيد

في الحياة دائما هناك بدائل، فما هو بديلك أنت؟

كان بديلي هو الخروج للشارع، عندما خرجت كان عمري 13 عاما والآن 19عاما، والخبرة التي اكتسبتها في هذه الأعوام كثيرة، عشت في الشارع وفعلت فيه كل شيء، استفذت كثيرا واطلب من الله حتى لو كانت فتاة أخرى أكثر مني لا تتسرع و تخرج إلى الشارع.

هناك حلم لدى  كل واحد يريد تحقيقه، أنت ما هو حلمك ؟

حلمي هو أن ارجع إلى بيتي و عائلتي، ليس لدي حل للرجوع، أبي منفصل عن أمي، و متزوج من امرأة أخرى، عندما اذهب إليه و أعتذر له، وأقول له أخر فرصة في الحياة هو أنت، فيهينني أمام أصدقائه، و هذا ما لا أطيقه، ويقول لي أنت فتاة الشارع، وأنا لست والدك، ابحثي عن والدك من الشارع.

عرفنا عن ضيفتنا أن لها أسرة خاصة، تسكن في بيت للدعارة، بأحد الأحياء القديمة بمراكش، وهي تقوم بالعمل الآن في ذلك البيت .

في ختام لقائنا أدركنا أن مدينة مراكش تتميز بعالم متكامل من الدعارة، والتي تندرج ضمن غرائبها وعجائبها الكثيرة.

 

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى