جهويات

‎أكادير : أطفال يفترشون ألارض ويلتحفون السماء وسط صمت الجهات المختصة

ع . بركةً

التقطت عدسة الجريدة صباح اليوم الاربعاء 13 شتنبر الجاري، صورة لثلاثة أطفال مشردين ، ينامون بالقرب من ” مقهى الجامعة” في وضع غير انساني.
أطفال بعضهم وجد نفسه مند نشأته في الشارع والبعض الاخرون تركوا منازلهم من جراء العنف والإدمان على المخدرات والكحول أو وفاة أحد الوالدين أو تفكك العائلة بسبب الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي، فيجبرون هؤلاء الأطفال المعدمين على كسب لقمة عيشهم من الشارع من خلال البحث في القمامة والإستعطاء وبيع البضاعة بالتجول في الأحياء بهوامش ووسط مدينة أكادير .
ينتمي أطفال الشوارع بأكادير إلى عدة فئات، فمنهم من يعمل في الشوارع لكسب لقمة العيش ومنهم من يتخذ من الشارع ملاذاً له في النهار قبل أن يرجع في الليل إلى مجموعة تشبه الأسرة ومنهم من يعيش بشكل دائم في الشارع من دون أن يكون منتمياً إلى أي شبكة عائلية. لكن، أياً تكن الفئة التي ينتمون إليها، فهم معرّضون للإستغلال وللمجموعات الخارجة على القانون أو لعنف بعضهم البعض .
ويعد الأطفال الأكثر ضعفاً هم الذين ينامون ويعيشون في الشارع، مختبئين تحت الجسور وفي مجاري المياه ومحطات سيارة الاجرة ” حي الباطوار ” .

ومع أنهم قد يمارسون مهناً بسيطة كتلميع الأحذية أو البيع في السوق ليتدبروا أمرهم، إلا أن العديد منهم يموتون على حافة الطرقات أو يقعون ضحية المخدرات وصراع مجموعات المشردين كما وقع مؤخرا من جريمة قتل مشرد لاخر باحدى الحدائق .
فمن دون تحرك الجهات المختصة بأكادير من سلطات عمومية وجمعيات ومنظمات مختصة في المجال من أجل العمل على توفير نوع من التعليم الأساسي والتدريب الحرفي ، يبقى مستقبل أطفال شوارع أكادير قاتماً وأمد حياتهم قصيراً على نحو مرعب.
لكن كيف يمكن توفير التعليم لهؤلاء الأطفال الذين يعاملون في أغلبية الأحيان كمجرمين و يخشون المؤسسات والسلطة وهم قد يعتبرون ان محيطهم الخارجي محفوفا بالمخاطر.

ولعل التعليم غير النظامي هو إحدى الوسائل المتوفرة لمعالجة هذه الهواجس المشروعة مع تمهيد الطريق أمام تعميم التعليم العادي في فترة لاحقة.
وقد سبق للمغرب أن أُطلق عدة مبادرات غير نظامية لأطفال الشوارع، من خلال المساعدة المالية واللوجستيكية لبعض الهيئات والجمعيات العاملة في المجال من أجل القيام بمهام توفير الايواء واعادة التأهيل ، وجل هذه المبادرات عادة ما تكون مدعومة من طرف منظمة “اليونسكو” لكن تبقى اشكاليات عدم استمرارية البرامج والالتزام بها والقيام بحملات تمشيطية بشوارع المدينة لاستقطاب هذه الفئة من الاطفال المشردين، واعادة ادماجهم، عاملا سلبيا في تكاثر الظاهرة وما يرافقها من تداعيات .

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى