حقائق24 / أكادير
إتهم رئيس جهة سوس ماسة ابراهيم حافيدي، في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، النخب السياسية والاقتصادية التي عبرت عن امتعاضها من استمرار سياسة التهميش التي تمارسها الحكومة ودوائر القرار المركزية ضد جهة سوس ماسة بالعدميين، مضيفا أن “الصورة السوداوية التي يرسمونها ليست حقيقية”.
غير أن فاعلين حزبيين واقتصاديين، أكدوا في تصريحات متفرقة لــ”حقائق24” أن ما صدر عن الحافيدي لا يعدو أن يكون مجرد دفاع سياسي عن تجربة حكومية يشارك في تدبيرها الحزب الذي ينتسب إليه، مؤكدين أن تصريحات رئيس الجهة تتنافى مع المعطيات الصادمة للواقع الحقيقي للجهة.
مصادر “حقائق24” أكدت أن صفة العدمية التي ألصقها رئيس الجهة بأبناء المنطقة المطالبين برفع الحيف الحكومي على الجهة ستكون مقبولة لو كانت معززة بأرقام وإنجازات حكومية مهمة لفائدة الجهة. مضيفة في نفس السياق أن الميزانيات القطاعية لمختلف القطاعات الوزارية برسم سنة 2019 لم تأت سوى بمشاريع هزيلة ومحتشمة لفائدة الجهة، خصوصا في الجانب المتعلق منها بالاستثمارات العمومية.
واستدلت مصادر الموقع بالميزانيات القطاعية لأغلب الوزارات، حيث اكتفت وزارة العدل ببرمجة مشروع يتعلق ببناء مركز القاضي المقيم بأولاد برحيل بما قيمته 24 مليون درهم، ووزارة الأوقاف التي خصصت غلافا ماليا لا يتجاوز 4,80 مليون درهم لبناء مركب ديني وثقافي بأكادير. في حين اكتفت وزارة التربية الوطنية بتخصيص 172 مليون درهم لإحداث 17 مؤسسة تعليمية و107 مليون درهم لتجديد وإصلاح المؤسسات التعليمية الموجودة أصلا.
من جهتها خلت ميزانية وزارة الشغل والإدماج المهني من أية مشاريع حقيقية باستثناء رصدها لغلاف مالي بقيمة 0,69 مليون درهم خصصته لعمليات تحديث المصالح الخارجية للوزارة عبر تهيئتها وتجهيزها. وهو ذات التوجه الذي سارت عليه الوزارة المكلفة بإعداد التراب الوطني والتعمير من خلال اكتفائها بتعبئة 1,15 مليون درهم لمواكبة وتأطير انجاز المخططات الجهوية لإعداد التراب الوطني. أما وزارة الشباب والرياضة فخصصت ستة ملايين درهم لإعادة تأهيل ملاعب كرة القدم وعشرة ملايين درهم لبناء مجمعات رياضية للقرب إضافة إلى مبلغ بقيمة 25 مليون درهم لبناء وتجهيز دور الشباب.
وزارة الثقافة بدورها فضلت عدم الخروج عن منطق الاستثمارات العمومية المحتشمة الموجهة لجهة سوس ماسة، حيث اكتفت ببرمجة مشاريع تتعلق ببناء مركز ثقافي وخزانة وسائطية بمدينة أكادير بغلاف مالي لا يتجاوز خمسة عشر مليون درهم وبناء مركزين ثقافيين للقرب بطاطا وتيزنيت بمبلغ مليون درهم لكل منهما.
وفي الوقت الذي اكتفت فيه وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ببرمجة مشروع يتيم يتعلق بتعزيز الولوجيات الضرورية بمدينة إنزكان بغلاف مالي قدرته بثلاثة ملايين درهم، خصص القطاع الوزاري المكلف بالماء مبلغا بقيمة 92 مليون درهم لمواصلة الأشغال بسد سيدي عبد الله ومليون درهم لبناء مشروع جديد. فيما تم توزيع ما يقارب ثمانية ملايين درهم لمواصلة أشغال تهيئة المجاري المائية ولأشغال التطهير السائل بالوسط القروي علاوة على إنجاز دراسة وقع لمشاريع تهيئة سد تامري.
