شرع فريق عمل المسلسل الأمازيغي شظايا الحناء ” تيدرت الحناء ” في تصوير حلقاته منذ شهور ، بتوقيع من المخرج حكيم قببي ، سيناريو لحسن اوخميش،انتاج شركة أغلال وبطولة ممثلين ذو تجربة عالية واخرين شباب ، في تجربة جديدة تعزز إنتاجات المسلسلات الأمازيغية.
عن هذا المسلسل الأمازيغي الذي تصور مشاهده في مدينة أكادير وتارودانت ، قال حكيم قببي، مخرج الفيلم، إن “تايدرت الحناء ” مسلسل ناطق بالأمازيغية “تاشلحيت” ، يعالج موضوعا مجتمعيا يتعلق بظاهرة زواج القاصرات و بظواهر اخرى سلبية كالقمار وغيره ، بعيدا عن المواضيع المستهلكة وبمشاركة طاقم متمرس وشباب صاعدون”.
وبخصوص اختيار مدينة أكادير لتصوير أحداث المسلسل، يقول المخرج ذاته : وقع الاختيار على أكادير وسوس عموما لعدة اعتبارات ، أولها لهدوء بعض المناطق وجماليتها مستحضرا كنموذج حي تم التصوير بها في الأيام القليلة الماضية كواحات تيوت بتارودانت والمناخ الذي تتميز به .
من جهة ثانية، أكد المخرج حكيم قببي أن علاقته بالممثلين الأمازيغيين وطيدة وعميقة وليست وليدة اللحظة بحكم تعامله معهم في أعمال سينمائية ودرامية وبرامج قصيرة خلال السنوات الأخيرة حيث تواصل قبل اربعة شهور مع الممثلين الذين يراهم مناسبين لتوظيفهم في ادوار المسلسل مؤكدا على قيامه بدوره واختصاصه كمخرج من خلال اختيار الممثلين والديكور والاخراج ،وأضاف ايضا إعجابه بذوق الجمهور المغربي الأمازيغي، نظرا لإقباله على هذا المنتوج بمختلف أصنافه متمنيا أن يلقى ايضا مسلسل “تيدرت الحناء ” نفس المسار والاعجاب .
وعن أحداث المسلسل التلفزيوني، يصرح ذات المتحدث قائلا “تتمحور حول قصة “تودرت ” وهي فتاة قروية تعيش في احدى البوادي بسوس ،تم تزويجها في سن مبكرة من طرف والديها ب”الفاتحة”، ليتم التخلي عنها بعد ذلك من طرف زوجها وانكار علاقته بها ، لهذا سيعيش المشاهد مع هذه القاصر ماساتها خصوصا وانها كانت حاملة وأنجبت ابنها دون اسم ولا نسب ، الشيء الذي جعل والديها يرتكبان خطأ اخر بارسالها كخادمة بالبيوت لدى عائلة عاملتها بقسوة شديدة تجرعت مرارتها بعد تعرضها للاغتصاب من طرف ابن العائلة المشغلة ،وهذه نقطة اخرى يعالجها المسلسل كظاهرتي العمل كخادمات البيوت و الاغتصاب، وتأتي المرحلة الثانية بعد 25 سنة ليعيش المشاهد مع تودرت حياة اخرى رفقة ابنتها “تيليلا”، والتي رفعت والدتها شعار الكفاح لرسم مسار جديد وبقعة ضوء وسط كل ما عاشته من الام و قسوة و مشاكل ،اذ بعد سنوات تأبى “تودرت” إلا أن تعمل وتكافح جاهدة توفير كل الظروف الملائمة والمناسبة لتمكين ابنتها من حياة سليمة ومغايرة لما عاشتها وقاسته هي كأم من قبيل التحصيل الدراسي و اشياء اخرى .
يقول المخرج “حكيم قبابي “، إن مسلسل شظايا الحناء مسلسل للقناة الثامنة الامازيغية، بمشاركة نخبة كبيرة من نجوم المسرح والسينما والتلفزة المغربية والذين بلغ عددهم ازيد من 75 ممثلا رئيسيا من الجانب الفني و 45 تقني في مختلف التخصصات يسهرون على انتاج مسلسل يتلاءم وتطلعات المشاهد ، كما يضيف أن أحد أدوار الفيلم في موضوعه، يعني زواج القاصرات، هو ايصال رسالة واضحة تتلخص في أن هذه الظاهرة في المجتمع المغربي لم تعد منتشرة بشكل كبير، بل تمارس في بعض القرى النائية في بوادي وجبال المغرب فقط، ومن الضروري أن يتم كشفها ومعالجتها كونها لا تتماشى مع روح العصر وتتقاطع مع الجانب الإِنساني .
وفي حديث مع ثلة من نجوم السينما والدراما الأمازيغية ابرزهم الممثلون عبد اللطيف عاطيف ، حسن عليوي ، خديجة امزيان و اخرون ، اكدوا أريحتهم و اعجابهم بفكرة الفيلم و بظروف الاشتفال التي وصفوها بالمريحة والجيدة مع التنويه بطريقة التعامل و تجربة المخرج المغربي حكيم قبابي ، مبرزين احترافيته في اختيار الممثلين وتوظيفهم حسب الادوار المطلوبة مع اعطاء الفرصة لشباب صاعد في مجال السينما والمسلسلات الامازيغية .
