وطنية

لهذا أصبح أخنوش رجل القصر لمواجهة الإسلاميين بعد فشل ” ألبام “

أصبح الملياردير عزيز أخنوش (56 سنة) في غضون أشهر قليلة واحدا من أكثر الرجال نفوذا في السياسة المغربية، بعد توليه رئاسة حزب “التجمع الوطني للأحرار”، وأصبح يقف في قلب “البلوكاج” الذي يعرقل تشكيل الحكومة ويضع البلاد أمام أزمة سياسية حقيقية.

منذ خمسة أشهر، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران غير قادر على تشكيل حكومة ائتلافية. وكان حزب “العدالة والتنمية” الذي يقوده بنكيران قد حاز المرتبة الأولى في انتخابات 7 أكتوبر بـ125 مقعدا من أصل 395، ولم يحصل على الأغلبية، وكل محاولات التحالف باءت بالفشل إلى حد الآن. وعلى طرف النقيض، استطاع عزيز أخنوش أن يشكل من حوله تحالفا من الأحزاب التي تتيح له أن يجعل بنكيران ينتظر طويلا ليمنحه عرضا بأقل مما كان يتوقع.

في الواقع، إن صعود الرجل المقرب من الملك، هو محاولة لمواجهة نفوذ الإسلاميين الذين فازوا للمرة الثانية منذ الانتخابات التشريعية لـ2011.

إن بروز عزيز أخنوش على واجهة المشهد السياسي حمل مفاجأة كبيرة. وقد اشتهر الرجل بنجاحه في مجال الأعمال، حيث حقق ثروة كبيرة منذ توليه تسيير شركة لتوزيع المحروقات في المغرب، وهي شركة “إفريقيا” التي حصلت على رخصة التوزيع منذ الاستقلال. وعمل أخنوش على تنمية مجموعته القابضة “أكوا” التي أصبحت تضم 60 مقاولة في مجال الطاقة، والإعلام، والعقارات، وتحقق رقم معاملات بـ2.5 مليار أورو على أساس سنوي. وحسب مجلة “فوربيس” تبلغ ثروة عزيز أخنوش 1.4 مليار دولار، مما يجعله واحدا من أغنى الرجال في المملكة.

خلال 2007، عين الملك التكنوقراط عزيز أخنوش على رأس وزارة الفلاحة. وتفاجأ عامة المتتبعين من وصول أخنوش إلى رئاسة حزب “التجمع الوطني للأحرار” في أكتوبر، بعد أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات. وفي أواخر 2011، كان أخنوش قد ترك الحزب الذي يرأسه حاليا، أو قام بتعليق عضويته حسب ما يدعي، لأن “الأحرار” رفض أن ينضم إلى حكومة بنكيران، في الوقت الذي كان فيه أخنوش على وشك إعادة توليه لمنصب وزير الفلاحة.

وكشف أحد الخبراء المختصين ، “إلى حدود الآن، فإن محاولات القصر لمواجهة الإسلاميين باءت بالفشل”. حيث أن حزب “الأصالة والمعاصرة” بقيادة إلياس العمري، الذي أسسه صديق ومستشار الملك فؤاد عالي الهمة، لم يفز بالمرتبة الأولى في الانتخابات.

وأضاف الخبير، “مقارنة بالعماري، فإن أخنوش أكثر منه لطفا ومهذب وتوافقي”. هذا، ويطمح حزب “الأعيان” إلى أن يصبح حزبا جماهيريا، بعد أن تراجعت مقاعده في البرلمان من 57 إلى 37 مقعدا.

ويتمتع عزيز أخنوش بشعبية كبيرة في منطقة سوس ماسة التي ينحدر منها. كما أنه من الصعب تحديد منذ متى أصبح قريبا من الملك، لكن علاقتهما أضحت جلية عندما عين وزيرا للفلاحة.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى