تربويات

فضيحة تربوية .. نجاح تلاميذ دون إختبار و أخرون طالبو بإعادة التصحيح !

يستكمل عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالبيضاء-سطات، عناصر التحقيق في فضيحة تربوية مدوية، حين اكتشف أن الأساتذة والأطر المكلفين بالإشراف على الامتحانات الموحدة بثانوية إعدادية، «سهوا» عن توزيع اختبارات مادة التاريخ والجغرافيا..

وطالب مدير الأكاديمية بفتح تحقيق فوري مع الأساتذة والمفتشين ومدير «الثانوية الإعدادية دار بوعزة»، التابعة للمديرية الإقليمية النواصر، لتحديد مسؤولية خطأ جسيم، ومعرفة أسباب عدم اختبار التلاميذ في مادة أساسية والسهو عن توزيع مواد الاختبارات التي كانت مهيأة وموجودة بالثانوية نفسها.

وقال مصدر مقرب من التحقيق إن الفضيحة كانت ستمر مرور الكرام، لولا المعدلات المتدنية التي حصل عليها التلاميذ في هذه الإعدادية، إذ لم يتجاوز أكثر من 80 في المائة منهم، مستوى 7 أو8 على عشرين، علما أن عتبة النجاح محددة في 10 على عشرين.

وأكد المصدر نفسه أن مسؤولين إداريين بالثانوية وأساتذة ومفتشين نبهوا إلى «المستوى الضعيف» للتلاميذ وطلبوا تخفيض العتبة من 10 على عشرين إلى 9، ورغم ذلك جاءت النتائج سيئة للغاية.

بعد هذه «الحصلة»، طلب المسؤولون إعادة مراجعة نقاط المواد وأوراق الاختبارات للوقوف على الخلل، قبل أن يكتشفوا أن التلاميذ لم يختبروا أصلا في مادة الاجتماعيات، ما يفسر تدني المعدلات النهائية.

وأوضح المصدر أن حالة استنفار عاشتها الثانوية الإعدادية والمديرية الإقليمية، وتم التداول في عدد من المقترحات لإنقاذ الموقف، سيما أنه كان من المستحيل استدعاء التلاميذ من جديد لاجتياز مادة الاجتماعيات، فانتهى الأمر إلى استدعاء أساتذة ما يسمى المواد غير المعممة، وهي التربية البدنية والتربية النسوية، والتربية الأسرية والتكنولوجيا، وطلبوا منهم إعادة النظر في النقاط والمعدلات الممنوحة للتلاميذ، وصولا إلى معدلات عامة قريبة من العتبة. وكادت هذه الفضيحة أن تظل داخل أسوار الثانوية الإعدادية والمديرية الإقليمية لولا «التسريب» الذي قام به أستاذ، فوصل إلى مسؤولي الأكاديمية الذين سارعوا إلى طلب فتح تحقيق لمعرفة الملابسات في الحال.

وقال المصدر إن التحقيق سيشمل جميع المسؤولين عن العمليات الاختبارية بالثانوية الإعدادية والمديرية الإقليمية، سيما في ظل انتشار روايات أخرى عن الموضوع نفسه، واحدة منها تفيد أن أستاذا لم يقم بتصحيح أوراق امتحانات الاجتماعيات ومنح نقاطا متدنية جدا، ما أثر على النتائج النهائية.

كما يجري الاستماع إلى أساتذة المادة والمشرفين على الامتحانات لتحديد المسؤولية وترتيب الجزاءات وتفادي تكرار أخطاء، تسيء إلى صورة التعليم ومسطرة الامتحان.
علاقة بالموضوع نفسه، استجابت المديرية الإقليمية بالجديدة إلى طلبات تلاميذ وأسرهم بإعادة تصحيح فروض امتحانات شكوا في صحة نقاطها.

وقال مصدر إن الأمر يتعلق بمادة الرياضيات، إذ استجابت الأكاديمية فعلا لبعض الطلبات وفق الشروط المنصوص عليها في المذكرة الوزارية المنظمة لعملية إعادة تصحيح أوراق الامتحانات وشروطها.

وزاد المصدر أن تلاميذ تمكنوا فعلا من الحصول إلى نقاط مختلفة عن النقاط الأولى المشكوك فيها، مثل حالة التلميذة التي حصلت على معدل 16.3 على عشرين في الرياضيات، لكن بعد إعادة التصحيح حصلت على أكثر من 19 على عشرين.

يوسف الساكت

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى