قضايا ومحاكم

زيارة إسرائيل تشعل مواجهة قضائية بين الأمازيغ والقوميين العرب

بعد سنتين من الصراع الإعلامي بين التيار المناهض للتطبيع مع إسرائيل بسبب مشاكلها مع فلسطين وبين التيار الذي يدافع عن التطبيع خدمة للمصالح العليا للمغرب، يبدو أن هذا الصراع قد دخل منعطفا جديدا بعدما أعلن الناشط الحقوقي والسياسي الأمازيغي عبد الله الفرياضي رفعه دعوى قضائية في مواجهة القياديين في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان وعزيز هناوي.

أسباب الدعوى: الفرياضي يشرح

في تصريح خص به الجريدة، أكد الناشط السياسي الأمازيغي عبد الله الفرياضي، أنه قد “رفع فعلا دعوى قضائية بالمحكمة الابتدائية بسلا نهاية الاسبوع الماضي في مواجهة ويحمان وهناوي”. وعن سبب متابعتهما بتهمة “السب والقذف والتحريض على الكراهية” أجاب الفرياضي قائلا “هذان الشخصان لا يؤمنان بقيمة الاختلاف والحق في الاختلاف، وهو ما يعني أنهما لا يؤمنان بالديموقراطية وبالمرجعية الكونية لحقوق الإنسان التي تتبناها بلادنا”، مضيفا “منذ زيارتي لإسرائيل في نونبر 2016 لم يكفا عن تلفيق تهم يعلمون أنها باطلة في حقي، خصوصا وأنهما اتهماني بالخيانة العظمى لوطني والاشتغال لفائدة المخابرات الإسرائيلية والضلوع في مخطط خطير لزعزعة استقرار المغرب وتقسيمه إلى دويلات، وهذه تهم خطيرة تمس شرفي واعتباري وتشمل تحريضا صريحا على الكراهية ضدي والمس بسلامتي”. ليختم بالقول أنه “لم يجد بدا من اللجوء إلى القضاء من أجل إجبارهما على إثبات هذه التهم أو إدانتهما”.

مواجهة قضائية بخلفية إديولوجية

من المتوقع أن تثير الدعوى التي رفعها الفرياضي في مواجهة ويحمان وهناوي معركة قضائية ساخنة بحكم الخلفية الإديولوجية والثقل المهني لدفاع كلا الطرفين. حيث انتصب الخبير القانوني والحقوقي محمد آلمو للدفاع عن المدعي، فيما يرتقب أن يترافع المحامي خالد السفياني نيابة عن المتهمين.

المحامي ألمو: خبير حقوقي أمازيغي

يعتبر الأستاذ محمد ألمو المحامي بهيئة الرباط ومؤلف كتاب “الحركة الأمازيغية من العمل الثقافي إلى العمل السياسي” أحد أبرز قيادات الحركة الأمازيغية ومنظريها، إذ سبق له أن شغل عضوية المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة وترافع في قضايا حقوقية كبرى أهمها قضية الزفزافي ونشطاء حراك الريف وقضية الطالب الأمازيغي عمر خالق إيزم الذي اغتاله طلبة موالون للبوليساريو بمدينة مراكش.

خالد السفياني: محامي القومية العربية

ارتبط اسم خالد السفياني، دفاع المتهمين، بالدفاع عن القومية العربية وتصورات حركة حماس بشأن الفلسطينية والانحياز إلى جانب إيران وحزب الله وبشار الأسد في الصراع الدائر في الشرق الأوسط. ويتولى السفياني حاليا رئاسة المؤتمر القومي الإسلامي بعد تجربة مماثلة في رئاسة المؤتمر القومي العربي. أما وطنيا فقد سبق له أن تولى قيادة الجمعية المغربية لمساندة فلسطين ثم مجموعة العمل من أجل فلسطين، كما قام في نفس السياق برفع العديد من الدعاوي القضائية التي تتصدرها دعوى حل معهد “أماديوس” الذي يديره نجل المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري بسبب استضافته لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، اضافة الى دعوى قضائية أخرى لإلقاء القبض على وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بريتس إثر مشاركة رسمية له في المغرب. ودعوى ثالثة ضد قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي اليهودي المغربي سامي الترجمان.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى