ثقافة وفن

السينما الأمازيغية … صناعة واعدة يهددها المتطفلون

يوبا إزولا – ناقد موسيقي وسينمائي أمازيغي

كانت فكرة تصوير أول فيلم أمازيغي تراود المرحوم محمد مرنيش المعروف بإسم “محمد أوطالب” منذ زمن طويل، وقرر أن يطبق فكرته على أرض الواقع وهي طبعا نوع من المغامرة، لأن تصوير الفيلم يتطلب مبلغا ماليا مهما وتسويقه عملية غير مضمونة الربح. ورغم ذلك أقدم على استصدار رخصة التصوير من المركز السينمائي المغربي لتكون بذلك أول رخصة تصوير فيلم باللغة الأمازيغية. ليشرع بعد ذلك في عملية “التورناج” التي استغرقت أكثر من 4 أشهر. وفي هذه الفترة تم تصوير فيلم آخر تحت عنوان “تامغارت ن وورغ”، الذي ظظهر إلى الوجود قبل فيلم “تگيگيلت” الذي تحدثنا عنه أعلاه.

وهكذا سجل الفيلم الأمازيغي انطلاقته وبوتيرة متسارعة بسبب ظهور العديد من شركات الإنتاج الفني التي تشكلت لديها نية الإستثمار في هذا المجال نتيجة أرباحه التي كانت مرتفعة آنذاك. وما لايستطيع أحد إنكاره هو جودة تلك الأفلام تقنيا وفنيا رغم أن أغلبها تم تصويرها بدون سيناريوهات، أي بشكل ارتجالي. وهكذا تكونت في البيضاء مدرسة “محمد أوطالب” وفي أكادير مدرسة “تيفاوين”، وهاتان المدرستان تخرج منهما معظم الممثلين والممثلات الذين تحولوا الآن إلى نجوم للفيلم الأمازيغي.

كانت تلك نبذة قصيرة عن بدايات الفيلم الأمازيغي الذي أصبحت كلمته مسموعة فيما بعد على الساحة السينيمائية الوطنية. حيث تعتبر أفلام “تليلى”، “تمازيرت أوفلا”، “واك واك أتايري”، “بوقساس” و”بوتفوناست” من الأفلام التي تم تصويرها بآليات سينمائية وبالمعايير المعتمدة في هذا المجال بعد قبول سيناريوهاتها من طرف اللجنة المختصة وحصولها على الدعم من المركز السينيمائي. ونتيجة لما راكمه من تجارب، تمكن الفيلم الأمازيغي من غزو القنوات التلفزية أيضا وأصبح له عشاق من جميع الفئات المغربية نظرا لتنوع مواضيعه والتشخيص القوي من طرف الممثلين والممثلات.

غير أنه مستوى الفيلم الأمازيغي قد بدأ في التدني خلال السنوات الأخيرة، وذلك نظرا لكثرة المتطفلين المتسلطين عليه والذين يقفون أمام الكاميرا بدون أي تجربة تذكر. إذ يكفي أن يكون أي متطفل راضيا عن الأجر الزهيد الممنوح له من طرف منفذ الإنتاج ليصبح ممثلا تسند إليه أدوار مهمة في فيلم أو سلسلة أو مسلسل. لتتحول هذه الفئة من المتطفلين إلى قوة ضغط في أيدي الشركات المنفذة للإنتاج ضد الممثلين المحترفين والممثلات المحترفات.
غير أنه ورغم كل ذلك يتوجب الإقرار بأن الفيلم الأمازيغي أصبح يشكل تجارة مضمونة الربح، وخصوصا أفلام “تاشلحيت”، وذلك بالنظر إلى تهافت أرباب شركات الإنتاج وصراعهم من أجل الفوز بصفقات تنفيذ إنتاجها.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى