أنس العمري
السياحة في أكادير على حافة الانهيار التام. المدينة تتوجع في صمت بسبب التراجع الكبير في عدد السياح، الذين يبدو أن السياسة التسويقية الفاشلة للوزارة الوصية في عدد من الأسواق الأوروبية لك تفلح في إقناعهم بالمؤهلات الطبيعة لهذا البلد والاستقرار الأمني الذي ينعم به.
فرغم اكتظاظ المدينة بالزوار، إلا أن الأرقام تسجيل انخفاض كبير في عدد السياح الأجانب، خاصة الفرنسيين منهم، وهو ما جعل مهنيين يدقون ناقوس التحذير من الوضعية الكارثية التي تعيشها المدينة، والتي بدأت مؤشراتها تلوح في الأفق بعد إغلاق عدد من المؤسسات الفندقية أبوابها ووضع ما يقارب 16 تحت التصفية القضائية، بعضها يصنف في خانة الخمس نجوم.
يقول أحد المهنيين، “الوضع كارثي، وإذا لم تتدخل الوزارة الوصية في الوقت المناسب فإن القطاع في الجهة سيواصل الانهيار، ما سيؤدي إلى اختفاء مؤسسات أخرى من خريطة الفنادق في مدينة”.
وأضاف المصدر نفسه “لم نستفد كثيرا من محيطنا المضطرب، وهروب السياح من عدد من المناطق التي تعرف توترا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فشل ترويج المنتوج السياحي المغربي في عدد من الأسواق، خاصة الأوروبية منها”، وزاد مفسرا “نتمنى أن يجري الإنصات إلى مشاكل مهنيي القطاع في الجهة والعمل على حلها في أقرب وقت وإلا لن يكون هناك حديث عن شيء إسمه السياحة في المنطقة”.
وسجل تقرير رسمي صادر عن مرصد السياحة، التابع لوزارة السياحة، أن عدد الزوار الذين توافدوا على المغرب بلغ 4,2 مليون سائح خلال النصف الأول من سنة 2016، أي بانخفاض بلغت نسبته 2,6 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2015.
وأشار المرصد، أن عدد السياح الأجانب سجل تراجعا بنسبة 5,6 في المائة، في حين سجل عدد الوافدين من المغاربة المقيمين بالخارج ارتفاعا بنسبة 1.7 في المائة، كما عبرت عن ذلك إحصائية حديثة حول السياحة في المغرب، اعتمادا على معطيات صادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني.
