جهويات

حملة تحرير الملك العمومي بحي سيدي يوسف بن علي .. القانون يطبق فقط على الضعفاء !!

ياسين مهما _ مراكش
تداولت مجموعة من المواقع الالكترونية خبر انطلاق عملية تحرير الملك العمومي بشارع المصلى وسوق “الربيع” وسوق “الخير”  ،إلا أن زيارة للأماكن المذكورة تفند الامر تماما ،فالاحتلال لازال في أبشع صوره وحملة باشا منطقة سيدي يوسف بن علي لا تعدو كونها ذرا للرماد في العيون ومحاولة من رئيس المنطقة الحضرية الجديد لتثبيت أقدامه الحديثة التعيين .
محلات تجارية لا زالت تحتل الارصفة ،باعة متجولون انتشروا على طول شارع البرادة ( سوق “بولرباح” ) ،مقاهي استحوذت هي الأخري على أرصفة المارة فعن أي تحرير نتحدث ؟ علما أن العملية التي قادها الباشا الجديد لم تتجاوز الساعتين لتحرير أماكن عديدة بحي سيدي يوسف بن علي {البطل الخارق}  ،نعم لا يمكن إنكار ان هذه الحملة لقيت تصفيقا كبيرا من البعض القليل ، لكن يجب ألا ننسى أن الأمر يتعلق بخطوة للوراء من اجل خطوتين للأمام وأن أمرا ما يطبخ على نار هادئة .
تصفيق البعض لهذه الخطوة أمر محمود لكنه غبي ومتسرع وغير مدروس تماما في غياب أي رؤية عملية لتحرير المنهوب واسترجاع المسروق وفي غياب إرادة حقيقية من لدن القيمين على الشأن المحلي والذين يشتكون من ضعف الإمكانيات وعدم تفاعل جهات لهذا القرار الاول والاخير في عملية التحرير .
سوق “الخير” وسوق “الربيع” اليوم اسوأ من أي وقت مضى ويعيشان الفوضى ، شارع البرادة تم احتلاله بالكامل وشارع المصلى ايضا الخ .. حتا أصبح قاطني حي سيدي يوسف بن علي يخافون أن يحتل الباعة المتحولين مقر المنطقة الحضرية أو مقر مجلس المقاطعة أو الملحقات الإدارية او الدوائر الأمنية .. لعرض بضاعتهم ، بمعنى اخر احتلال تام لحي سيدي يوسف بن علي المنكوب في غياب أي رؤية استراتيجية ناجعة للتعامل بما لا يضر بالمطلق بالخبز اليومي للباعة الجائلين ،لأن استخدام القوة لوحده لايكفي بل وجب إشراك كافة الاطراف المتداخلة في الموضوع لإيجاد حل يرضي الأطراف كلها، باسثتناء المقاهي والدكاكين والمحلات التجارية المحتلة للملك العمومي والذي وجب التعامل معها بصرامة القانون .
فكيف يعقل أن يتم استثناء المقاهي الكبرى وتقوم الحملة ضد “مولات المسمن” وبائعات الخبز و “البغرير” اللواتي لاحول لهن ولا قوة ، نعم إنه لأمر مؤسف ومحزن ..
وبالمناسبة نذكر بجملة تكتب بماء الذهب قالها قائد الملحقة الإدارية الوسطى ولم يخف فيها لومة لائم ،في أحد اجتماعات التنسيق بين مدراء المؤسسات التعليمية والسلطة المحلية ، عندما طرح أحد المدراء سؤالا حول احتلال الملك العمومي بسوق “بولرباح” حيث أجابه القائد وبدون تردد « أنا ميمكنش ليا نجري على دوك الباعة المتجولين حنت منوراهم عائلات كثيرة هم المعيل الوحيد ديالهم.. ديروا ليهم أسواق نمودجية فين يبيعوا ويشريوا وأنا من غدا نقي الشارع من احتلال الملك العمومي ..» .
وسنعود وبالتفصيل لموضوع : لماذا تم استثناء أصحاب المقاهي من هذه الحملة !؟

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى