جهويات

تأكل الغلة وتسب الملة .. من يقف وراء شركة “ويب هيلب” الفرنسية بأكادير؟

حقائق 24 _

أماطت الطريقة التي فوت بها رئيس بلدية إنزكان عقارا في ملكية الجماعة لإحدى الشركات الفرنسية العاملة بالمغرب بالرغم من استهتارها بحقوق مستخدميها – أماطت – اللثام عن حقائق ظلت مغيبة عن كيفية استنزاف الشركات الأجنبية للمال العام دون وجه حق.

فقد عبر العديد من الفاعلين الاقتصاديين بالجهة عن امتعاضهم من استغلال بعض المجالس المنتخبة لمبررات من قبيل “تشجيع الاستثمار الأجنبي” من أجل “خلق فرص شغل للشباب” كغطاء لتبذير المال العام. وهو نفس المبرر الذي استند إليه رئيس المجلس البلدي لمدينة إنزكان أحمد أدراق حين أقدم – حسب فاعلين سياسيين بالمدينة – على تفويت عقار في ملكية الجماعة لشركة “ويب هيلب webhelp” الفرنسية قبل أن تتم المصادقة عليه في دورة أكتوبر. ليسير بذلك على نهج المجلس الجهوي لسوس ماسة الذي سبق له أن ضخ دعما ماليا  في حسابات ذات الشركة بقيمة 750 مليون سنتم قصد المساهمة في تشغيل اليد العاملة بالجهة.

هذا الدعم السخي لتلك الشركة الفرنسية اعتبره متتبعون للشأن المحلي تمييزا غير مقبول بين الشركات الفرنسية ونظيراتها المحلية التي لم تستفد من أي دعم عمومي رغم استمرارها في المحافضة على فرص العمل التي خلقتها في ظل وضعية الركود الاقتصادي الخانق بالجهة. فيما اعتبر فاعلون آخرون تسمين الرصيد البنكي لهذه الشركة الربحية الفرنسية تبذيرا غير مقبول وغير قانوني للمال العام. فإذا كانت المجالس المنتخبة تريد تشجيع هذه الشركة على الاستثمار بالجهة لخلق فرص الشغل فهناك أكثر من طريقة يمكنها اللجوء إليها دون المساس بأموال المغاربة، فتشجيع الاستثمارات الأجنبية يكون أيضا بالمرونة الجبائية والتسهيلات في القروض البنكية.

تبرير المجالس المنتخبة لتحويلها المال العمومي إلى الحسابات المصرفية للشركة الفرنسية برغبتها في خلق فرص شغل للشباب العاطل، سرعان ما ستفنده ذات الشركة بإعلانها عمليا عدم اعترافها بالحقوق التي تكفلها القوانين المغربية للعمال المغاربة. حيث أقدمت في الثالث من الشهر الجاري على الطرد التعسفي لفوج كامل من مستخدميها بأكادير بسبب تأسيسهم لمكتب نقابي داخل الشركة يستطيعون من خلالها الدفاع عن حقوقهم المشروعة. وهو الحدث الذي يسائل جدوى ومشروعية الدعم السخي الذي تتلقاه هذه الشركة الفرنسية من المجالس المنتخبة.

جدير بالذكر أن شركة (webhelp) هي شركة فرنسية لمراكز النداء (مراكز الاتصال) المتخصصة في الإرشاد والتوجيه عن بعد للزبناء. وقد أقامت فرعا لها بالمغرب منذ سنة 2002. وتمكنت إلى حد الآن من فتح فروع لها بكل مدن الرباط، سلا، القنيطرة، مكناس، فاس وأكادير.

حقائق 24

جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى